بحوث إسلامية

بحث عن غزوة الخندق جاهز

بحث عن غزوة الخندق جاهز سنتعرف عليها من خلال هذا المقال، حدثت غزوة الخندق في السنة الخامسة من الهجرة في شهر شوال.

بحث عن غزوة الخندق جاهز

وقعت غزوة الخندق في السنة الخامسة من الهجرة في شهر شوال، بين جيش المسلمين في المدينة بقيادة النبي -صلى الله عليه وسلم- وجيش الأحزاب الذين تجمعوا من القبائل العربية واليهود، وقد جاءت الغزوة بسبب مجموعة من يهود بني النضير على رأسهم حُيي بن أخطب الذين أجلاهم النبيُّ عن المدينة بسبب غدرهم وخيانتهم فقرروا الانتقام منه، وذهبوا إلى قريش وحرضوهم على قتال النبيِّ ووعدوهم بالنصر المؤزر فلا طاقة للمسلمين بهم

ثم ذهب اليهود إلى غطفان وحرضوهم أيضًا على قتال النبيِّ وغزو المدينة، وذهبوا إلى كنانة وبني أسد وغيرهم من القبائل العربيَّة وقد استجابتْ العرب لهم، طمعًا في القضاء على دولة المسلمين في المدينة وإنهاء دعوة الإسلام، وتجمعوا في أحزاب، وكان عددهم جميعًا ما يُقارب عشرة آلاف مقاتل، وهو عدد لم يواجه المسلمون مثلَه من قبل

وانطلقتِ الأحزاب لغزو المدينة بقيادة سيد قريش أبو سفيان صخر بن حرب. علمتْ المخابرات الإسلاميَّة المنتشرة في الجزيرة العربيَّة بحركة الأحزاب نحو المدينة وبمخطط اليهود، وأوصلت الخبر للنبي في المدينة المنورة، عقد النبي اجتماعًا عاجلًا ليسأل الناس المشورة في هذا الموقف الجلل، فخرج له من بين الناس الصحابي سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- وقال: “يا رسول الله، إنا إذا كنا بأرض فارس وتخوفنا الخيل، خندقنا علينا

فهل لك يا رسول الله أن تخندق؟”، أُعجبَ النبي والمسلمون برأي سلمان الفارسي، واستقر الأمر بعد المشورة على حفر الخندق، وذهب النبي مع أصحابه ليحدد مكان الخندق، واختر مكانًا يكون فيه الصحابة بمأمن، ويكون جبل سلع خلفهم، والخندق من “المذاد” إلى “ذباب” إلى “راتج” وهو حصن من حصون اليهود، واختيارُ تلك المواقع كان جيدًا فهي تمثل الجانب المكشوف من المدينة للعدو وهو من جهة الشمال، أما الجوانب الأخرى فهي منيعة

فمن الجنوب هناك صخور عالية متلاصقة وكأنَّها سور منيع، ومن الشرق أرض حرَّة واقم، ومن الغرب أرض حرَّة الوبرة، وكأنَّهما حصن طبيعي، وفي الجنوب الشرقي توجد ديار بني قريظة حيث بينهم وبين النبيِّ صٌلح وسيحمون ظهر المسلمين، وقد بدأ المسلمون بحفر الخندق بلا تردد على الرغم من أنَّها كانت خطة جديدة عليهم، ولكنهم مجتمع مرن، وكانت خطة الخندق جديدة أيضًا على المشركين إذ لم يتوقعوا وجوده

وقد كان حفر الخندق في أجواء عصيبة من برد شديد ورياح وصعوبة العيش، ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم شاركهم تعبهم وجوعهم وخفف عنهم بوجوده معهم. وصل جيش المشركين من قريش وباقي القبائل العربيَّة، وقد وصف القرآن الكريم حال المجاهدين الصادقين عندما رأوا الجيش الكبير في قوله تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}، أما المنافقون فقد ازداد الخوف في قلوبهم، وقد وصف الله حال المنافقين في قوله تعالى: {إِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ۚ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا}

ووقف النبيُّ وثلاثة آلاف من المسلمين وخلفهم جبل سلع، ويفصلهم الخندق عن الأحزاب، ولما أراد الأحزاب الغزو وجدوا الخندق أمامهم وبعد أن كانوا متجهزين للغزو وجدوا أنفسهم يجلسون للحصار، وهذا ما لم يكن في حسبانهم، وبدأ المشركون يبحثون عن مدخل صغير يستطيعون الدخول منه للمدينة، ولم يستطع فرسان القبائل تحمُّل هذه الحال فنزلوا للخندق يطلبون المسلمين للمبارزة، ومن هؤلاء الفرسان عمرو بن ودٍّ العامري وعكرمة بن أبي جهل، وغيرهم

وقد بارز علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عمرو بن ودّ في الخندق وقتل عليٌّ عَمرًا. وفي قلب هذا الحصار القاسي في غزوة الخندق وقع ما لم يرجوه النبيُّ والمسلمون، فقد ذهب حُيي بن أخطب إلى ديار بني قريظة وقابل كعب بن أسد القرظي زعيمَ بني قريظة، وقد كانوا في عهد مع النبيِّ فلم يزل حُيي يحاول معه حتى مزَّق صحيفة العهد مع المسلمين، ووعده حُيي إن رجعت قريش أن يبقى معه في حصنه

فأصبح بنو قريظة في حلف الأحزاب، وبدأت الأخبار تتسرب للمسلمين عن نقض بني قريظة للعهد، فأرسل النبيُّ سعد بن معاذ وسعد بن عُبادة وعبد الله بن رواحة وخوات بن جبير إلى بني قريظة ليتأكدوا من الخبر، فذهبوا وعلموا بأمر نقض العهد، ورجعوا للنبي وقالوا: “يا رسول الله عدلٌ وقارة”، وهما قبيلتان غدرتا بالمسلمين قبل ذلك، ففهم النبي مرادهم وعرف بغدر بني قريظة، استقبل الرسول الغدر بالقوة والثبات

وحاول أن يرفع من الروح القتالية للمسلمين وبعث بمجموعة لحماية حصن الأطفال والنساء في المدينة، ولكن الحصار اشتدَّ على المسلمين وزاد تعبهم وقد وصف القرآن الكريم حالتهم، وكان ذلك في قوله تعالى: {إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}، وبدأ المشركون يبحثون عن أي سبيل ليجتازوا الخندق ووموا بالسهام على المسلمين فأُصيب سعد بن معاذ بسهم في ذراعه

فقال عندما أًُصيب: “اللهم إن كنتَ أبقيتَ من حرب قريش شيئًا فأبقني لها، فإنه لا قومَ أحبُّ إليَّ أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولَك وكذبوه وأخرجوه، اللهم وإن كنتَ وضعتَ الحرب بيننا وبينهم فاجعلها شهادة، ولا تمتني حتى تقرَّ عيني من بني قريظة”.

وقد حاول النبيُّ إيجاد الحلول لتفكيك الأحزاب وإنهاء غزوة الخندق، فعرض على الصحابة أن يفاوض غطفان على الرحيل مقابل أن يعطيهم ثلث ثمار المدينة ولكن الصحابة لم يقبلوا بهذا العرض وقالوا: “ليس لديهم عندنا إلا السيف”،وقد وافقهم النبي على هذا القرار، وظهر رجل من غطفان يُدعى نعيم بن مسعود الأشجعي الغطفاني، جاء إلى الرسول وأعلن إسلامه ووضع نفسه تحت خدمة النبي، فقال له رسول الله: “إنَّما أنتَ فينا رجلٌ واحدٌ فخذِّلْ عنَّا إنِ استطَعْتَ؛ فإنَّ الحربَ خُدعةٌ”

فانطلق الرجل إلى بني قريظة وقال لهم: “قد عرفتم ودي إياكم، وخاصة ما بيني وبينكم، فإن قريشا ليسوا مثلكم، البلد بلدكم فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون أن تتحولوا منه إلى غيره، وإن قريشا وغطفان قد جاؤوا لحرب محمد وأصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره

فإن أصابوا فرصة انتهزوها، وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم ومحمداً فانتقم منكم”، قالوا: “فما العمل يا نعيم؟”، قال: “لا تقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن”، قالوا: “لقد أشرت بالرأي”. ثم مضى نعيم على وجهه إلى قريش، وقال لهم: “تعلمون ودي لكم ونصحي لكم؟”، قالوا: “نعم”، قال: “إن يهود قد ندموا على ما كان منهم من نقض عهد محمد وأصحابه

وإنهم قد راسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه، ثم يوالونه عليكم، فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم”، ثم ذهب إلى غطفان، فقال لهم مثل ذلك”، وبعثت قريش وغطفان إلى يهود: “إنا لسنا بأرض مقام، وقد هلك الكراع والخف، فانهضوا بنا حتى نناجز محمدا”، فأرسل إليهم اليهود: “إن اليوم يوم السبت

وقد علمتم ما أصاب من قبلنا حين أحدثوا فيه، ومع هذا فإنا لا نقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن”، فلما جاءتهم رسلهم بذلك قالت قريش وغطفان: “صدقكم والله نعيم”، فبعثوا إلى يهود: “إنا والله لا نرسل إليكم أحدا، فاخرجوا معنا حتى نناجز محمدا”، فقالت قريظة: “صدقكم والله نعيم”، فشعرَ الفريقان بالتخاذل، وتفرقت صفوف المشركين، وخارت قواهم، وكان ذلك دليلً على نجاح حيلة نُعيم بن مسعود، فقد زرع الشك بين صفوف الأحزاب واليهود، مما هبَّطَ من عزائمهم.

وبدأ المسلمون بالدعاء على الأحزاب لتفريق صفوفهم، وبعث الرعب في قلوبهم، واستجاب الله لدعاء المسلمين، وبدأت الريح تعصف بخيام المشركين واشتدَّ البرد، وأحبَّ النبي أن يعرف خبر القوم المشركين فأرسل حذيفة بن اليمان ليأتيه بأخبارهم دون أن يُحدثَ فيهم أمرًا، فذهب إليهم حذيفة فوجدهم وقد اشتد عليهم الموقف، وقرروا الرحيل

فعاد وأخبر النبي بذلك، وانتهت غزوة الخندق بانكسار المشركين واليهود، وقد برهنت هذه الغزوة على قوة وثبات المسلمين، وكشفت المنافقين وتخاذلهم، وكشفت غدر اليهود فكانت سببًا لغزوة بني قريظة، التي حاسب فيها رسول الله اليهود.

معجزات غزوة الخندق

معجزات غزوة الخندق
معجزات غزوة الخندق

ظهرت في غزوة الخندق العديد من المعجزات، منها ما يأتي:

  • المعجزة الأولى

كانت صخرةٌ قد اعترضت الحفر وصعُب على المسلمين إزالتها أثناء حفر الخندق، فشكوا أمرها إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فطلب ماءً ثم تفل فيه، ثمّ صبّه فوق الصخرة حتى انهالت كالتراب.

  • المعجزة الثانية
    كانت أُبيّة بنت بشير بن سعيد الأنصاريّ قد أرسلتها أمّها ببضع تمرات لأبيها وخالها عبد الله بن رواحة، فلمّا مرّت من عند رسول الله دعاها وطلب منها ما بيدها، فوضعت ما بيدها في يديّ رسول الله فلم تملأ كفّيه، فأُتي بثوب ومدّه ثمّ وضع التمرات عليه، ثمّ أمر بالمسلمين أن يحضروا للأكل منه، فجاء أهل الخندق وأخذ التمر يزيد حتى بدأ يسقط من أطراف الثوب الذي وضعه رسول الله عليه.
  • المعجزة الثالثة
    ذكر جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه كانت له شاة صغيرة نحيلة الجسد، فأمر زوجته أن تصنع له خبزاً من شعير وتقوم بشواء الشاه، فلمّا حلّ المساء وانتهى المسلمون من أعمالهم في الحفر لهذا اليوم ذهب إلى رسول الله ودعاه لتناول طعام العشاء، وإذا برسول الله يدعو الناس جميعاً، وكان قصد جابر أن يدعو رسول الله وحده كون الشاة لا تكفي، فأتى الناس جميعاً، وأطعمهم رسول الله بيده، فأكل جميع أهل الخندق وكفَتهم الشاة كلّهم وزاد منها.
  • المعجزة الرابعة

ذكر سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أنّه كان بالقرب من موضع رسول الله أثناء حفر الخندق فشقّ عليه المكان الذي يحفر فيه، فانتبه رسول الله فأخذ المعول منه وضرب الصخرة المرة الأولى حتى لمع الصخر موضع الضرب، وكذلك الثانية والثالثة، فتعجّب سلمان من ذلك وسأل رسول الله عن الأمر، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: أمّا الأولى؛ فإن الله فتح عليّ بها اليمن، وأمّا الثانية؛ فإن الله فتح عليّ بها الشام والمغرب، وأمّا الثالثة؛ فإن الله فتح عليّ بها المشرق.

سبب غزوة الخندق

سبب غزوة الأحزاب هو تأليب اليهود على حرب المسلمين، وذلك أنَّ مجموعة من يهود بني النضير ممن أجلاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- من المدينة، ذهبوا إلى مكة، لتحريض سادتها على شنِّ حرب شاملة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ووعدوهم بالإعانة والنصر، وكان هدفهم من هذه الحرب هو القضاء على الإسلام واستئصاله بشكل نهائي والعودة إلى المدينة

وقد سألهم مشركو قريش عمَّا هم عليه من الشرك وعمَّا جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- أيهما أفضل؟ وذلك لكون اليهود أهل كتاب ولديهم من العلم ما ليس لدى مشركي قريش، فأجابهمُ اليهود كذباً وافتراءً بأنَّ دين قريش خيرٌ من دين محمد -صلى الله عليه وسلم- ففرح المشركون بجواب اليهود واتفقوا معهم على الحرب، وقد نزل في ذلك قوله -تعالى-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا}.

عدد المسلمين في غزوة الخندق

عدد المسلمين في غزوة الخندق
عدد المسلمين في غزوة الخندق

كان عدد المسلمين في هذه الغزوة حوالي 3000 آلاف، ولقد تم تقسيمهم إلى حراس للخندق ومجموعة المقاومة والقتال من أجل إبعاد الكفار عن الخندق ومنعهم من دخول المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى