‌بحوث تاريخية

بحث عن الحضارة الإسلامية

بحث عن الحضارة الإسلامية سنتعرف عليها من خلال هذا المقال، لأن الحضارة الاسلامية هي الحضارة التي تقوم على الإسلام، تأثر الغرب بالحضارة الإسلامية.

بحث عن الحضارة الإسلامية

بحث عن الحضارة الإسلامية
بحث عن الحضارة الإسلامية

الحضارة الإسلاميّة هي حضارة تقوم على الإسلام؛ حيث إن الفكر الإسلامي هو الذي بناها وشيدها، وهي حضارة إنسانيّة تشمل مختلف جوانب الحياة، كما أنها حضارة ربانيّة تعود إلى العلم الذي جاء به الرسول – صلّى الله عليه وسلّم –

وقد استفادت الحضارة الإسلاميّة من مختلف الحضارات السابقة في قيامها وقد تفوقت عليها، فرفعت من شأن الشورى، والعدالة، والمساواة، والحرية، ومختلف الحقوق الإنسانيّة، ويمكن القول إن الحضارةَ الإسلاميّة هي حضارة نتجت من تفاعل مجموعة الثقافات الخاصة بالشعوب التي دخلت في دين الإسلام

كما أنها خلاصة تفاعل الحضارات الموجودة في المناطق التي وصل إليها الإسلام أثناء الفتوحات الإسلاميّة.

تُعدّ الحضارة الإسلامية إرثاً تتشارك فيه جميع الشعوب والأُمم التي انضمّت لها وساهمت في بنائها وازدهارها، فهي ليست حضارةً مقتصرةً على جنسٍ معينٍ من البشر أو الأقوام، وإنما حضارة شاملة لجميع الأجناس التي كانت لها مساهمة في بنائها، وتشمل الحضارة الإسلاميّة في مفهومها على نوعين

أوّلهما الحضارة الإسلاميّة الأصيلة وهي حضارة الإبداع التي يعدّ الدّين الإسلاميّ المصدر والمنبع الوحيد لها، وثّانيهما حضارة البعث والإحياء؛ لأنها نتجت عن تطبيق المسلمين لأمورٍ تجريبيّة مختلفة، كما يُقصد بالحضارة الإسلاميّة مجموعة الجهود المبذولة من قِبَل العلماء المسلمين

وأدّت إلى إخراج نظريات ناجحة في التكنولوجيا والعلوم على مستوى العالم، وسيطرت الحضارة الإسلاميّة على مجال العلوم منذ القرن الثّالث للهجرة حتّى القرن الخامس للهجرة، كما شملت الحضارة الإسلاميّة مختلف الجوانب الماديّة والمعنويّة، وكرست نفسها لتسهيل التقدّم والتطوّر؛ حتّى قيل فيها إنه لا توجد حضارة في الوجود قدّمت للبشرية ما قدّمته الحضارة الإسلاميّة.

موضوع بحث عن الحضارة

هي مجموعة من التطورات التي تحدث داخل المجتمع، وتؤدي إلى حدوث تغييرات فيه، وتعرف أيضاً، بأنها: كافة التأثيرات الإنسانية التي تحدث داخل منطقة ما، ويظل سكانها يتواجدون فيها، أو يتم اكتشافها بعد فترة زمنية، للتعرف على الإنجازات التي أدت إلى إضافة شيء ما إلى التاريخ البشري.

ترتبط الحضارات بكافة المفاهيم الإنسانية، والسياسية، والثقافية، والاجتماعية، وغيرها، وتعتمد على دور الإنسان بالنهوض بمجتمعه، والعمل على بنائه باستخدام كافة الوسائل التي تساعد على ذلك.

مميزات الحضارة الإسلامية

  1. التوحيد الخالص لله:
    وبالتالي الكل عبيد لله، يعملون لإرضائه سبحانه، ويحسنون لخلقه، ويقيمون أمر الحياة وفق شرعته، وفي أثناء ذلك يستمتعون بكل نِعم الله من غير اعتداء ولا إسفاف، فكل الجوانب حتى الفن والعمران لا يخرجان عن هذه القاعدة، بل يلتزمان الأدب واللياقة.
    ويكفي أن تدخل مسجدًا ثم تدخل أيَّ معبدٍ لأيِّ ملة أو نحلة، لتدرك تفرد الحضارة الإسلامية بخاصية التوحيد الخالص لله.
  2. مراعاة الأخلاق والقيم:
    تمتاز الحضارة الإسلامية أيضًا بأنها تراعي أخلاق المجتمع وأعرافه وقيمه الطيبة في كل ما تقوم عليه، ويظهر ذلك جليًّا في التشريع؛ فبرغم أن التشريع الجنائي “مثلاً” يمثل فيما يمثل زجرًا للمعتدين، مع ذلك فإن الأخلاق وحماية الحقوق واضحة فيه، والرحمة جزء أكيد منه.
  3. النزعة الإنسانية والبعد العالمي:
    وما ذلك إلا لعالمية هذا الدين: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28]. بل أكثر من ذلك أرجعت الحضارة الإسلامية الناس لأصل واحد: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً} [النساء: 1].
    ولعلك اطلعت على قصة الصحابيين الجليلين -رضي الله عنهما- أبي ذر من “غفار” وبلال من “الحبش”، وقد وقع بينهما خلاف غضب بموجبه أبو ذر الغفاري فقال: “يابن السوداء”! فكان التوجيه النبوي صارمًا: “أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ”.
    وقد نجحت الحضارة الإسلامية من البداية في توحيد أمم وشعوب، وصهرهم في بوتقة واحدة، فقضت بذلك على حواجز -الجنس واللون واللغة- وجعلت الناس سواسية، حتى إن رجلاً يُدعى قيس بن مطاطية (منافق) رأى سلمان الفارسي وبلال وغيرهم ممن ليسوا عربًا في مقدمة الصحابة، فساءه ذلك فقال: “هؤلاء الأوس والخزرج قد قاموا بنصرة محمد، فما بال هؤلاء..؟!”. فلما بلغت مقالته رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب، ثم خطب في الناس، فكان مما قال: “أيها الناس، إن الرب واحد، والأب واحد، والدين واحد…”. فالناس في الإسلام يتمايزون فقط بعطائهم وقربهم من الله، والمجال في ذلك مفتوح أمام الجميع.
  4. أسس متينة:
    قامت الحضارة الإسلامية على أسس متينة، بعيدة عن الغلو والخرافة، فاعتمدت على المنهج العلمي، والتفكير السويّ، ولذلك تجد الحضارة الإسلامية اهتمت بالعلم ودوَّنت وبوَّبت العلوم، بل أنشأت علومًا لم تسبق لها، ووضعت قواعد علمية وضوابط فنية لاستنباط الأحكام وترجيح الأدلة عن التعارض، وتبنَّتْ كل ما يفيد الإنسان، ويعمر الأرض.
    ولو قارنت بينها وبين أيِّ أمة أخرى في هذا الجانب، لأدركت الفرق والبون الشاسع.
  5.  التسامح:
    لقد قامت الحضارة الإسلامية على الدين الحق، ولذلك كان التسامح والعدل أساسًا أصيلاً فيها، فهي تحترم وجهات النظر، وتجعل للخلاف مجالاً، ولا تضيق به ذرعًا، وتحض على الحوار والاستماع للآخر، وتعترف بالخلاف المعتبر وتحتفي به.

خاتمة عن الحضارة الإسلامية

خاتمة عن الحضارة الإسلامية
خاتمة عن الحضارة الإسلامية

ولسنا نريد أن نعرض في هذه الرسالة الصغيرة لنصيب مصر الحديثة في بعث الحضارة الإسلامية، وتقويم دعائمها، والعمل على نهضة العالم الإسلامي، فقد عقدت لمصر الزعامة الثقافية في الأمم الإسلامية منذ انتشلها محمد علي من عصر الحكم التركي المظلم، فنظم التعليم

وأرسل البعثات إلى أوروبا، وأصلح إدارة البلاد وأحوالها الاقتصادية، ونسج خلفاؤه على منواله فانتشرت الطباعة، ونمت الصحافة، وقامت الجمعيات العلمية، وأنشئت المكتبات والمتاحف والجامعة.

والحق أن مصر تنهض في العصر الحديث بمهمة التوفيق بين الحضارة الإسلامية التي ازدهرت فيها منذ العصور الوسطى والحضارة الغربية التي تأثرت بها منذ الحملة الفرنسية على وادي النيل.

وصفوة القول أن مصر — على عكس إيران وتركيا والأندلس — تخلت في الإسلام عن لغتها، وماضيها القومي، وكرست كل جهودها للحضارة الإسلامية فساهمت فيها بنصيب وافر، وأنجبت كثيرين من أعلام المسلمين في العلوم والآداب والفنون والسياسة.

الحضارة العربية الإسلامية وتأثيرها عالميا

ففي صقلية – حيث كانت السلطة والدولة للنصارى فيها بعد أن كانت للمسلمين – امتدت آثار الجهود الدعوية المختلفة إلى نصارى هذه البلاد، فمنها على سبيل المثال تقليد بعضهم للمسلمين في اللباس والنظافة، بل وصل الأمر بالبعض منهم إلى اعتناق الإسلام، فمما شاهده المؤرخ ابن جبير – حسب ما نقل عنه الصلابي – في حاضرة صقلية من ذلك قوله: “.. وزي النصرانيات في هذه المدينة زي نساء المسلمين، فصِيحات الألسن، ملتحفات منقبات”.

ومما يتصل بذلك انتشار بعض الأزياء الإسلامية في أوروبا في تلك الفترة والتي منها ما يحتفظ باسمه العربي إلى وقت الحاضر كأنواع من القمصان والمعاطف والعباءات وغيرها. بل إن بعض القادة الأوروبيين كانوا يقلدون قادة المسلمين في اللباس وبعض العادات، أمثال روجر الثاني وفريدريك الثاني في صقلية، والفونسو السادس ملك قشتالة، وغيرهم.

ومن الشعائر الإسلامية – التي تشبه النصارى بالمسلمين فيها كذلك – غسل الميت، خاصة في الممالك النصرانية بالأندلس؛ ولذلك فإن بعض الكتاب الأوروبيين عدّ الحروب الصليبية من أهم أسباب امتداد النفوذ الإسلامي في أوروبا واكتساحه الكامل آسيا الصغرى وبلاد الشام، وقد كان قبل هذه الفترة جزء كبير من آسيا الصغرى ينتمي إلى الكنيسة اليونانية مع وجود بعض الدويلات النصرانية في الشام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى