بحوث إسلامية

بحث عن الصيام

بحث عن الصيام سنتعرف عليه من خلال هذا المقال، لأن للصيام فوائد عديدة ومنها مساعدة الجسم من التخلص من السموم والكثير من الفوائد الصحية والروحانية اليكم التفاصيل.

بحث عن الصيام

يُعرّف الصّيام في اللغة بأنّه الامتناع عن الشيء، سواءً كان ذلك بالقول أم بالفعل، ولفظ الصيام مأخوذٌ من الفعل صام؛ أي أمسك وامتنع، وأمّا بالنسبة لمفهوم الصّيام في الاصطلاح الشرعيّ؛ فقد اختلف الفقهاء في تعريفه على النّحو الآتي:

  1. المذهب الحنفي: هو الإمساك عن المفطرات الثلاث، وهي: الطعام والشراب والجماع، على أن يكون ذلك في وقتٍ محدَّدٍ، مع قصد النية لذلك.
  2.  المذهب المالكي: هو الإمساك عن بعض الشهوات ولا سيّما شهوتي الفرج والفم؛ أي الطعام والجماع، ليكون ذلك تقربًا لله تعالى، مع قصد النيّة في وقت الفجر، على أن يكون هذا الإمساك نهارًا كاملاً.
  3.  المذهب الشافعي: هو إمساكٌ معيَّنٌ من شخصٍ محدَّدٍ عن شيءٍ تمّ تعيينه، على أن يكون ذلك في مدَّةٍ معيَّنةٍ من اليوم.
  4.  المذهب الحنبلي: هو الإمساك عن أمورٍ مخصوصةٍ لوقتٍ مخصوصٍ، ومن شخصٍ مخصوصٍ مع قصد النية لله تعالى.

مشروعية الصيام فيما يأتي بيان مشروعيّة الصيام من القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة: قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: (إنَّ النَّاسَ كانوا قبلَ أن يُنزَلَ في الصِّيامِ ما نُزِّلَ يأكُلونَ ويشرَبونَ ويَحِلُّ لهم شأنُ النِّساءِ، فإذا نام أحدُهم لم يَطعَمْ ولم يَشرَبْ ولم يأتِ أهلَهُ حتَّى يُفطرَ من القابِلَةِ، وأنَّ عمَرَ رضيَ اللَّهُ عنهُ بعد ما نامَ ووجبَ عليهِ الصِّيامُ وقع على أهلِهِ، ثُمَّ جاءَ إلى النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: أشكو إلى اللَّهِ وإليكَ الَّذي أصبتُ قال: وما الَّذي صنعتَ؟ قال: إنِّي سوَّلَت لي نفسي فوقَعتُ على أهلي بعدَما نِمتُ وأردتُ الصِّيامَ فنزَلَت أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ إلى قوله فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ).

مقدمة بحث عن الصيام

في رحلة البحث عن الصوم يجب أن نذكر قول الله سبحانه وتعالى الذي أخبر فيه عن السيدة مريم عليها السلام (إِنِّي نَذَرْت لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا). إن الصيام هو أن نمسك بالنهار عن المفطرات بنية أن يكون الفرد من أهل الصيام وذلك منذ طلوع الفجر إلى أن غروب الشمس، كما أنه كذلك يجب أن نمتنع عن كافة الشهوات من طعام وشراب وجماع. ونضيف إلى قائمة ما هو ممنوع كل الأشياء الحسية التي تدخل الجسم مثل الأدوية ويجب على كل مسلم بالغ عاقل أن يقوم بفرض الصيام. وهناك شروط يجب أن ننتبه إليها وهي أن ينوي المسلم الصيام وأن يجزم بترك كافة المفطرات بنية الصيام. فهناك بعض الأشخاص الذين يمتنعون عن كل ما يفطر من الفجر حتى المغرب ولكنه لا يطلق عليه صائمًا لأن النية ليست موجودة فالنية تميز الأعمال إن كانت عادة أم عبادة. اقرأ أيضا: بحث عن الصدقة في رمضان مشروعية الصيام متى فرض الصيام؟ إن الصيام هو أحد الأركان الخمسة والدليل في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (“بنِيَ الإسْلَام علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّه وأنَّ محَمَّدًا رَسول اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، وصَوْمِ رَمَضَانَ والحَجِّ، “. وقد قال تعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنوا كتِبَ عَلَيْكم الصِّيَام كَمَا كتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكمْ لَعَلَّكمْ تَتَّقونَ}. كما نجد أن كافة المسلمين قد قاموا بالإجماع على أن صيام شهر رمضان الكريم واجب وكذلك بأن الصيام قد فرض في العام الثاني من الهجرة الموافق العاشر من شهر شعبان. فالرسول صلى الله عليه وسلم قد قام بصيام تسع رمضانات فليس هناك أدنى شك على مشروعيته نهائيًا وهذا جزء هام من البحث عن الصوم.

أهداف البحث عن الصيام

  • الحالة الأولى: الكف عن الطعام والشراب ومعاشرة الزوج من طلوع الفجر حتى غروب الشمس ابتغاء مرضاة الله وامتثالًا لأمره سبحانه واحتسابًا للأجر منه. والدرس المستفاد من ذلك هو تقوية إرادة الصائم وعزيمته على ترك المحرمات إذ أنه يخالف عاداته التي تعودها في غير رمضان وهي من الأمور المباحة التي أحلها الله فيكون اجتناب المحرمات عليه أيسر، وبالتالي يكون أقوى على ترك ما حرم الله من المشتهيات والأطعمة والأشربة. كذلك تقوى نفسه على النهوض بالطاعات ومصالح العباد. ويكمن سر الصوم في تلقي دروس مراقبة الله إذ الصوم سر بين العبد وربه فقد يكون المرء وحده بين جدران بيته وبين يديه الفاكهة اليانعة والطعام الشهي والماء البارد وغير ذلك مما أحل الله من متع الدنيا فلا يتناول شيئًا من ذلك لرسوخ مراقبة الله عليه ويقينه بحسابه له. فمن تحلى بهذه الروح الطيبة روح الإحساس بمراقبة الله تراه لا يقدم على ارتكاب المعاصي ولو سرًّا ولا يقصر في أداء واجب نحو ربه أو بني جنسه وذلك معنى قوله تعالى ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ فمن لم تزك نفسه بهذه الفضيلة فعليه مراجعة نفسه في الصوم.
  • الحالة الثانية: روى البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” ولا يتوقف الأمر عند قول الزور والعمل به وإنما يعم كل أمر يخالف العبد فيه ربه. وفي حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم” وقال ابن حجر الرفث الكلام الفاحش. ومعنى لا يجهل لا يفعل شيئًا من أفعال الجهال كالصياح والسفه. والصخب يعني رفع الصوت بلا داع كالذي يهذي بالغناء وغير ذلك مما يتنافى والآداب العامة. وإن كان الإسلام لا يمنع المسلم أن يدرأ عن نفسه عدوان الغير عليه إلا أنه في شهر رمضان يحثه على أن يقول في حالة العدوان عليه إني صائم كما في الحديث. وفي قوله – صلى الله عليه وسلم – “فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب” هذا يعني يوم الصوم كله من ليله ونهاره وليس في النهار فحسب كما يفهم كثير من الناس. ومعنى ذلك أنه يجب على الصائم أن يلتزم بهذه الأخلاق وهذه الآداب وأن يكون ذلك سمته في رمضان كله حتى إذا انتهى رمضان ينتهي معه كل ما تعوده من قبل من تلك الأخلاق الفاسدة والعادات القبيحة. أين هذا مما عليه الناس اليوم وهم عندما يرون رجلًا سيئ الخلق في نهار رمضان يقولون: “دعه فإنه صائم”. وكأن الصوم مدعاة لسوء الخلق ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    فلو التزم الصائمون بتلك الآداب لعادت إلى الناس فضائل الإسلام واستقام الأمر وانتهى دور الشيطان أو خف عنهم. وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب النيران وسلسلت الشياطين” فأين هذا مما عليه الناس اليوم. فإنهم قبل رمضان بزمن بعيد يعدون العدة لرمضان، ففي وسائل الإعلام يعدون البرامج وقد أمسك الشيطان وأعوانه بزمام الأمور، ففي كل يوم تعرض على شاشة التلفاز مباريات الكرة التي تعطل الشباب عن الصلاة، كما تعرض الأفلام والمسرحيات والتمثيليات غير ما يسمونه بالفوازير وهي تافهة غير هادفة لا تعود بثقافة ولا علم وإنما هي مضيعة للوقت وتعويد على الكذب وتسفيه للعقول من حيث لا يدري الناس الذي يتهافتون عليها طعمًا في جوائزها المالية. وضاع أثر الصوم بين هذا وذاك ويمر رمضان كغيره من الشهور بل يزيد الناس من لهوهم ولعبهم وسهرهم حتى الفجر ثم ننادي بزيادة الإنتاج. فيا للعجب انقلب رمضان إلى شهر تهريج ولعب وضاعت على الناس مقاصد الصوم العالية الرفيعة. إن شهر رمضان كله وقت عبادة وإذا كان المرء في صلاة تبطل صلاته إذا عمل في أثنائها عملًا آخر لغير الصلاة. كذلك الصوم شهر عبادة فمن اقترف شيئًا من المعاصي فليعلم أنه يقضي على أثر الصوم. وفي الحديث “فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” ألا فليحاسب كل امرئ نفسه عن سمعه وبصره ويده ورجله وفؤاده، ولتحاسب المرأة نفسها على ما تبديه من زينتها وكشفها ما أمر الله بستره منها. وقد فهم سلفنا الصالح رضي الله عنهم هذه المعاني، فقد ذكر ابن حجر في الفتح عن أبي عبيدة بن الجراح أن الغيبة تضر بالصيام. وعن عائشة – وعليه الأوزاعي – أن الغيبة تفطر الصائم وتوجب القضاء. أ. هـ س.
  • الحالة الثالثة: روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل. وكان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة في رمضان ينسلخ، يعرض عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة ” وفي البخاري أيضًا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”

بحث عن الصيام معناه وشروطه وفوائده

  • الصيام
    يعرف الصيام في اللغة: بأنه الإمساك والكف عن الشيء، وفي الاصطلاح الشرعي: هو الإمساك عن جميع المفطرات، كالأكل والشرب والجماع وغيرها، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس مصحوبة بنية التعبد لله تعالى، وصيام رمضان فريضة من الفرائض التي أوجبها الله تعالى على كل مسلم ومسلمة بإجماع أهل العلم، قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،
  • شروط الصيام
    للصيام شروط عديدة ذكرها العلماء يجب توفرها حتى يكون الصيام صحيحاً، وهي:
    -الإسلام: فلا يجب الصيام على الكافر، ولا يقبل منه، فالكافر غير مخاطب بأحكام الشريعة.
    -البلوغ والعقل: فلا يجب الصيام على الصبي الصغير ولا على المجنون غير العاقل، فهما ليسا مخاطبَين بالتكاليف الشرعية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ القلَمُ عن ثَلاثٍ، عنِ النَّائمِ حتَّى يستَيقظَ، وعنِ الصَّغيرِ حتَّى يَكْبرَ، وعنِ المَجنونِ حتَّى يعقلَ أو يُفيقَ)، ويصح صوم الصبي الصغير إن صام ويعد في حقه صوم نافلة، وأما إن صام المجنون فلا يصح ولا يقبل منه.
    -القدرة والاستطاعة: فلا يجب الصيام على المريض الذي يؤثر الصوم عليه بسبب مرضه، ولا يجب على الذين لا يطيقون الصيام، ويشق عليهم مثل كبار السن، ولا يجب على الحامل والمرضع اللتين تخافان على نفسيهما وطفلهما، فجميع هذه الحالات يرخّص لهما الإفطار، إلا أنه يترتب عليهم القضاء، أو الإطعام، أو الاثنان معاً، بحسب آراء الفقهاء في كل حالة من هذه الأحوال.
    -الإقامة: فلا يجب الصيام على المسافر غير المقيم في بلده، ويجوز له الإفطار، ويلزمه قضاء ما يفطره من أيام.
    -العلم: فلا يجب الصيام على الجاهل الذي لا يعلم بفرضية الصيام، كمن نشأ وأسلم في دار الكفر، ولا علم لديه بوجوب الصيام عليه، وهذا شرط عند الحنفية فقط.
    -النية: فالنية شرط في جميع العبادات، فلا تصح أي عبادة دونها، وهذا الشرط عند الحنفية والمالكية والحنابلة، حيث ذهب الشافعية إلى ركنية النية في الصيام، فقالوا أن النية ركن من أركان الصيام، وليست شرطاً من شروطه.
    الخلو من الموانع الشرعية: فلا يجب الصيام على المرأة الحائض والنفساء ولا يصح منهما الصيام ولا يقبل، ويجب عليهما قضاء ما تفطراه من أيام، ويشترط كذلك عدم تعمّد الجماع في نهار رمضان، فهو يفسد الصوم ويبطله.
  • فوائد الصيام
    للصيام فضائل وفوائد كثيرة، وفيما يأتي بيان بعضها:
    -تحقيق التقوى: فالصيام يمنع العبد من الوقوع في الشهوات، واقتراف الذنوب والمعاصي، فهو يلتزم بأوامر الله، ويجتنب المحرمات، و بالتالي يحفظ العبد قلبه ولسانه وجوارحه من كل ما يغضب ربه، ويتغلب على شهواته، مما يؤدي إلى تحقيق التقوى والإيمان.
    -تربية النفس: فالصيام يربّي النفس الإنسانية ويدربّها على خلق الصبر، فيتحمل الجوع والعطش، والامتناع عن الشهوات والمعاصي، ويعلّمها الضبط والقدرة على مقاومة رغباتها، ويعودّها على التحلي بالأخلاق الحسنة، كالصدق في الطاعة، وعدم النفاق والرياء، و يؤدي إلى تقويم السلوك والأداء، ودوام شكر الله تعالى على نعمه العظيمة، واستشعار مراقبة الله له.
    -تحقيق الرحمة في القلوب: فالصيام يجعل المسلم يشعر بإخوانه الفقراء وأحوالهم، فيدفعه ذلك إلى البذل والعطاء، ومساعدة الفقراء وسد حاجاتهم، فيخرج صدقات، ويقدم الخير للناس بجميع أنواعه، مما يزرع الألفة والمحبة في القلوب، ويزيل الحسد والبغض في النفوس.
    -تحقيق التكافل والوحدة: فالصيام يؤدي إلى تحقيق التكافل في المجتمع الإسلامي، وتعزيز الروابط الاجتماعية بين المسلمين وتقويتها، وتحقيق العدل والمساواة بين جميع أفراد الأمة ومنع الاختلاف، وتعويد الأمة على النظام والالتزام، وتوحيد صفوفها.
    -نيل الفضل العظيم: فالصيام سبب لمضاعفة الحسنات، ورفع الدجات، وتكفير الذنوب والخطايا، والوقاية من النار، وسبب لدخول الجنة، حيث إن الصائمين يدخلون الجنة من باب الريان ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لا يَدْخُلُهُ إلَّا الصَّائِمُونَ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى