‌بحوث تاريخية

بحث عن امرؤ القيس حياته وشعره

بحث عن امرؤ القيس حياته وشعره سنتعرف عليه من خلال هذا المقال، لأن امرؤ القيس هو شاعر جاهلي يمني الأصل، ويعد من أشهر شعراء العرب على الإطلاق.

بحث عن امرؤ القيس حياته وشعره

بحث عن امرؤ القيس حياته وشعره
بحث عن امرؤ القيس حياته وشعره

ولد امرؤ القيس في ديار بني أَسَد بنجد ونشأ في قبيلة كندة اليمنية، وهي أسرة ملوك كأسرتي الغساسنة والمناذرة، وكانت ديارها في اليمن غربيّ حضرموت قرية دمون، وهي المنقطة الذي ذكرها في شعره ودمون أيضا ساقية من أودوية دوعن (بحضرموت)، وفي غربيها مَسيل واد عظيم يقال له: وادي الغَبَر، ينهر إلى (وادي) الكسر.

(السقاف: إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت، 2005، ص 412) ويقال ان دمون هذه (وتعرف أيضا بـ دمون الهجرين) هي التي أشار إليها أمرؤ القيس في شعره.(( تطاول الليل علينا دمون .. دمون إنا معشر يمانون و إننا لأهلنا محبون)) ويقال أيضا انها قرية (القزة) الواقعة في وادي الغبر جنوب مدينة الهجرين واستعمرو آل حُجر آكل المُرار ارض نجد، في ديار بني أسد، نحو سنة 480م.

توارث آباؤه السيادة على قبيلة بني أسد بنجد، وصار الأمر إلى أبيه حُجر، فكان يأخذ من بني أسد الإتاوة، وكان طاغية جباراً فثاروا به، وامتنعوا عن أداء الإتاوة فسار إليهم فأخذ سَرَواتهم (سادتهم) وضربهم بالعِصيِّ فسُمّوا عبيد العصا، واستباح أموالهم وطردهم من ديارهم فحقدوا عليه وأصابوا منه غِرّة فقتلوه.

لم يكن امرؤ القيس في مطلع حياته يؤخذ بأُبَّهة الملك وشهرة السلطة والحكم، بل شغف بالشعر يصور به عواطفه وأحلامه وبالحياة ينتهب لذائذها. وقد طرده أبوه وخلعه لمجونه وتهتكه ولتشبيبه بنساء القبيلة وتصديه لهنّ، فهام الشاعر على وجهه مع جماعة من الصعاليك وكانوا إذا وجدوا ماء أقاموا عليه يصطادون وينحرون ويحتسون الخمرة ويلهون.

شعره
عدّ النقاد امرأ القيس في الطبقة الأولى من فحول شعراء الجاهلية، مع النابغة الذبياني وزهير ابن أبي سلمى والأعشى. ونسب النُقاد إلى امرئ القيس أوّليات كثيرة فقالوا إنه أول من وقف على الأطلال وبكى واستبكى، قال فيه ابن سلام الجمحي:«سبق العربَ إلى أشياءٍ ابتدعها واستحسنتها العربُ واتّبعته فيها الشعراءُ: استيقاف صَحبه والتَبكاءُ في الديار، ورقّةُ النسيب، وقرب المأخذ، وشَبّه النساء بالظِباء والبَيض، وشَبّه الخيل بالعِقبان والعِصيّ، وقيد الأوابد ـ أي وصف الخيل بشدة السرعة حتى إن الوحوش تتوقف وكأنها مقيدة والأوابد: الوحش ـ وأجاد في التشبيه، وفصل بين النسيب وبين المعنى. وكان أحسن طبقته تشبيهاً»، وقد برع في الوصف وابتكر الكثير من الصور الفنية.

وشعره في الطبيعة صورة صادقة لشجاعته وتشرده وتقلبه من مكان إلى آخر، فهو يصحب الوحوش في الفلوات أو ينصرف إلى الصيد على ظهر جواد أسطوري لا مثيل له في عالم الخيول لحيويته الفائقة وحركته المذهلة التي يسيطر بها على العالم الخارجي فيحجر الوحوش في جحورها ويسدّ عليها منافذ الهرب.

وقد وصف الشاعر الطبيعة الحيّة كالفرس والناقة والثور الوحشي والظليم، وصور الطبيعة الصامتة كالرياح والغيوم وقسوة الصحراء، وحديثه مع الليل يكشف خبايا نفسه المترعة بالهموم، ومن صوره الرائعة في معلقته قوله يصف الليل وقد أسبغ عليه حالته النفسية:

وليل كموج البحر أرخى سُدولَه عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لمّا تمطى بصُلبه وأردف أعجازاً وناءَ بكَلْكَلِ
ألا أيّها الليلُ الطويل ألا انجَلِ بصبحٍ وما الإصباحُ منك بأمثلِ
وقوام الصورة عند امرئ القيس، حبه للطبيعة، فمنها المواد والألوان والصدق، فلا مبالغة ولا تصنع في الألفاظ، والمعاني يسوقها في عفوية وإيجاز ودقة. وكان شعره سجلاً لأحداث حياته المضطربة التي امتزج فيها اللهو بمرارة العيش وتقلب الناس والأيام. وهذا الشعر يصور نزعة الشاعر الملكية بما فيها من ترف الأمراء كاصطحاب الطهاة في الصيد وذكر الطيوب وما يشبه ذلك. وللشاعر ديوان محقّق مطبوع في مصر. وقد أقيمت حول هذا الشاعر وشعره دراسات كثيرة متنوعة في القديم والحديث، وأُلفت كتب مقصورة عليه.

صفات امرؤ القيس

صفات امرؤ القيس
صفات امرؤ القيس

امرؤ القيس يعد من أهم شعراء الجاهلية وأهم الشعراء الذين كتبوا المعلقات،  ولبيان اسمه بالكامل فهو (امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمر بن حجر آكل المرار ابن معاوية بن الحارث بن يعرب بن ثور بن مرتع بن معاوية)، كما أن قبيلته كانت تسكن اليمن، وأمه تسمى فاطمة أخت المهلهل وكليب ابني ربيعة بن الحارث التغلبي، وقد اشتهر بأسماء عدة منها حندج بن حجر، ولكن أكثر ما اشتهر به هو اسم امرئ القيس نتيجة شجاعته وشدته، وكذلك كان معروف بلقب الملك الضليل، بالإضافة إلى العديد من الكناه، والتي منها أبو الحارث (كنية الأسد)، أبو زيد، أبو دهب، وذو القروح

لوحظ عن امرؤ القيس منذ صغر سنه اتقاد الذهن والذكاء، وكانت نشأته هي التي جعلته مترفًا، ساعياً وراء العبث، اللهو، الطرب، وتنظيم الشعر الذي يتسم بالمجون، مما جعل والده يطرده من المنزل حرصًا على ألا يمسه من شعره سوءًا بين القبيلة، وظل على هذا الوضع حتى سمع خبر قتل قبيلة بني أسد لوالده فقال حينها مقولته الشهيرة: “طردنِي أبي صغيرًا وحمّلنِي دمَهُ كبيرًا، لا صحوةَ اليومَ ولا سكرَ غدًا، اليوم خمرُ وغدًا أمر”، وبدأ في محاولة الأخذ بثأر والده من الأشخاص الذين قتلوه حتى اضطر إلى اللجوء لملك الروم (يوستنيانوس قيصر) والاستنجاد به، من أجل طلب المساعدة في الثأر من قبيلة بني أسد، وأصبح ذلك ما يشغله.

ولكن لم يجدِ الأمر، فقام بالاستنجاد بالقبائل الأخرى حتي يأخذ بثأره، فكانت فكرته في الاستعانة بقبيلتي تغلب وبكر، حتى وصل إلى الأخذ بثأره، ولكنه لم يقف عند ذلك، فقام بالتنقل بين غيرها من القبائل رغبًة في طلب العون انتقامًا من قبيلة بني أسد، وما ساعده في ذلك هو صيته المنتشر كأحد أهم الشعراء الجاهليين، وفي المعلقات كذلك، وقد تُوفي امرؤ القيس في بلاد الروم سنة 540 ميلاديًا، وكان ملكًا ضليلًا نتيجة تقرح جسمه، فعُرف حينها بلقب (ذي القروح).

وفاة امرؤ القيس

امرؤ القيس لم يعش طويلاً، لكن تجاربه التي مر بها لكثرة تجواله وترحاله في الأرض فاقت عدد السنوات التي عاشها أضعافا، حيث أمضى حياته بدايةً في اللهو والشرب فكان متسكعاً في البلاد، تحولت بعدها إلى حياة مسؤولة أثبت فيها بأنه فارس صلب مغوار، كان كثير التنقل والترحال حتى تجاوز جزيرة العرب متوجهاً إلى أرض الروم (القسطنطينيّة)، ووصل إلى أنقرة حيث حل التعب بجسده، وأصيب بالجدري الذي تمكن منه وصرعه، ودفن هناك. يقع قبر امرؤ القيس على تلة (هيديرليك) في مدينة أنقرة عاصمة تركيا، واختلف المؤرخون في سنة وفاته حيث يرجح معظمهم بأنه قد توفي سنة خمسمائة وأربعين للميلاد.

انجازات امرؤ القيس

انجازات امرؤ القيس
انجازات امرؤ القيس

بدأت معاناته المأساوية بعد قيام “بني أسد “باغتيال والده حيث أعرب عندما وصله الخبر: “ضيّعني أبي صغيراً وحَمّلني دمه كبيراً، لا صحوَ اليوم ولا سكر غداً، اليومَ خمرٌ وغداً أمر”.

وكذلك جمع “امرؤ القيس “جيشاً كبيراً يتألف من قبيلتي بكر وتغلب معاً وهجم على بني أسد فقتل الكثيرين منهم، ولكن عندما أراد متابعة مطاردعتهم فتركه من كان معه.
وكان” ملك الحيرة “المنذر بن ماء السماء يخاف من استعادة” امرؤ القيس” لسلطته على” بني أسد” فطارده هو وتابعيه من قبيلة كندة فلجأوا إلي” الحارث بن شهاب اليربوعي”، إلا أنّ الحارث هدده فسلم إليه الكنديين وقتل منهم 12 شاباً.

استطاع” امرؤ القيس “أن يهرب واستنجد بالقبائل دون أن يساعده أحد ولذلك لُقّب بالملك الضليل. بعدها قرر الاستنجاد بالسموأل وطلب منه أن يطلب من “الحارث بن شمر” أن يتواسط له عند قيصر الروم لينجده.

كان “شعر الغزل” عند “امرؤ القيس” فاحشاً يحكي تفاصيل قصصه الغرامية، وكان بذلك من أول شعراء العرب الذين اتبعوا هذا الأسلوب مخالفاً بذلك التقاليد المتعارف عليها، فذاع سيطه باللهو والمجون.

و يعد من أشهر ما نقل عنه هي معلقته التي أوردها في “القرن السادس “والتي تُعتبر من أشهر المعلقات، و كما توصف هذه القصيدة بأنها من أفضل ما قيل من الشعر العربي وقد نُظمت على البحر الطويل وكان عدد أبياتها موضع خلاف فقال البعض أنّها تتألف من 77 بيتاً وآخرون قالوا 81 بينما قال البعض 92.

إنّ الهدف الأسمى للقصيدة هو الغزل والوصف وتتضمن الوقوف على الأطلال ووصف الخيل والليل ورحلة الصيد حيث أعرب فيها:
-قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ ………. -بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُول فَحَوْمَلِ
-فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لمْ يَعْفُ رَسْمُها ………. – لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى