بحث عن أهمية البيئة

بحث عن أهمية البيئة سنتعرف عليه من خلال هذا المقال، لأن للبيئة أهمية كبيرة، ويجب المحافظة عليها.
محتويات الموضوع
بحث عن أهمية البيئة

ازداد الاهتمام العالمي بشؤون البيئة خلال الخمسين عاماً الماضية، وبالتحديد خلال السنوات العشر الماضية، إذ ساهمت وسائل الإعلام بشكل دائم في التركيز على إبراز الأمور المتعلقة بالبيئة، وبالتحديد التغيّر المناخي، مما ساعد على نقل الاهتمام بالبيئة إلى مختلف المناطق المتأثرة بالمشاكل البيئية.
ونتيجة لذلك برزت على الساحة تساؤلات عديدة متعلقة بالبيئة، أهمّها على الإطلاق، التساؤل عن أهمية الاعتناء بالبيئة، وأثر ذلك على جميع مناحي الحياة، وجواب ذلك أنّ البيئة الصحية لا تعني حياة صحية لجميع الكائنات الحية فقط، بل هي ضرورة لبقاء جميع الكائنات الحية على قيد الحياة، ويُقصد بالبيئة الصحية
البيئة التي تمتاز بهواء نظيف، ومصادر غذائية آمنة، وماء نقي صالح للشرب، ومحيط نظيف. مع الأسف لم تواكب جهود الإنسان تسارع معدلات انبعاث الملوِّثات للهواء يومياً للتقليل من تلوث الهواء، وخصوصاً في المدن الكبيرة، وحسب وكالة حماية البيئة (بالإنجليزية: Environmental Protection Agency) اختصاراً (EPA) فإنّ تلوث الهواء يزيد من معدل الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي
ويزيد من معدل الوفيات المبكرة، وهناك بعض الأدلة المُقلقة التي تُشير إلى أنّ الهواء الموجود داخل المباني والمنازل ملوَّث بنسبة 5 أضعاف الهواء الموجود في الخارج، وتشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) اختصاراً (CDC) إلى ضرورة الانتباه إلى الأنواع الأخرى من التلوث
كالتلوث المائي الذي قد يزيد من أخطار الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، والاضطرابات العصبية، ومن هنا فإنّ الحاجة إلى حلول للحفاظ على بيئة نظيفة خالية من الملوِّثات أصبحت حاجة ملحة.
أهمية البيئة في الإسلام

استنبط علماء المسلمين قواعد فقهية عامة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لحل المشاكل البيئية التي تواجهها البشرية حاليا، سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي أو المحلي، وهذه القواعد هي:
- الضرر يُزال: وتستند هذه القاعدة إلى حديث الرسول الله ﷺ: «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ» وتعني هذه القاعدة أن لكل فرد مطلق الحرية في أن يتصرف فيما يملك إذا انعدم الضرر، فإذا حدث ضرر للغير فلولي الأمر الحق في التدخل واتخاذ كل ما من شأنه أن يحول دون وقوع الضرر الذي قد يلحق ببعض مكونات البيئة.
- درء المفاسد مقدم على جلب المصالح: فإذا كان استغلال موارد البيئة لتحقيق منفعة ذاتية ومؤقتة سوف يتسبب في الإضرار بهذه الموارد وإفسادها، ويتسبب في استنزافها، فلا يسمح به.
- الضرر يزال بقدر الإمكان: ولولاة الأمور الحق في إجبار من يحدث ضررا في البيوت أو الشوارع أو الأسواق أو في عناصر البيئة بإزالة الأضرار الناتجة عن أعمالهم وتصرفاتهم، والتي قد يترتب عليها الإضرار بالناس أو بالحيوانات أو بجودة البيئة.
- الضرر لا يزال بضرر مثله: فإذا تساوى الضرر الذي يلحق بالبيئة بالضرر الذي ينتج منه حرمان صاحب حق الملكية لمشروع ما من استعمال حقه، فإنه لا يجوز لإزالة الضرر الذي يلحق بالبيئة حرمان صاحب الحق من استعمال حقه، وإذا كان هناك مصدر لتلويث الهواء في منطقة معينة -مصنع مثلا- فلا يُزال المصنع لتنشأ مكانه محرقة قمامة.
- الضرر الأشد يزال بالأخف: حينما تتعارض المصالح المتعلقة بالبيئة مع مصالح الفرد تطبق هذه القاعدة، ويتفرع من هذه القاعدة قاعدتان أخريان هما:
- تحمل الضرر الخاص لدفع ضرر عام: مثل تقييد استعمال حق المالك في إقامة فرن خبز في سوق البزازين حتى لا يتسبب الشرر الناتج من الفرن في احتراق المنتجات الحريرية المعروضة في السوق.
- يختار أهون الشرين أو أخف الضررين: فمثلا إذا تعذر نقل النفايات المنزلية إلى مناطق غير مأهولة بالسكان، وأريد حرقها للتخلص منها، يمكن أن يجرى ذلك قرب المناطق البعيدة نسبيا ذات التعدد السكاني الأقل، بدلا من حرقها في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
- الموازنة بين المصالح: وتعني هذه القاعدة أن المصالح إذا تعددت وتعارضت فإنه يعمل بالترجيح بينها، وتغليب الأهم منها على ما دونها، مثل أن يقدم المرء شراء المنتجات الصديقة للبيئة على المواد الضارة بها أو المستنزفة لطبقة الأوزون مثلا.
- ما جاز بعذر بطل بزواله: من حق ولي الأمر وقف بعض الأعمال إذا كان ضررها على بيئة الإنسان أكثر من نفعها، لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. – ما يؤدي إلى الحرام فهو حرام: يقع تحت طائلة الحرام هنا كل ما يضر الناس، ومن ثم فإن أي مصدر يضر الناس في صحتهم أو راحتهم، مثل ابتعاث غازات تؤذيهم، أو إحداث ضوضاء تقلق راحتهم، يعد أمرا غير مقبول.
- ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب: فإذا كان من مقتضيات الحد من تلوث البيئة في بلد ما ضرورة استصدار مرسوم أو وضع معايير تحدد مواصفات الملوثات التي تقذف بها عوادم المصانع والسيارات في بيئة هذا البلد، فإن استصدار مثل هذا المرسوم يصبح واجبا، لأن الواجب الأصلي، حماية الناس من أضرار التلوث والذي لا يتم إلا بموجبه.
الحفاظ على المكونات الرئيسية للبيئة في التشريع الإسلامي: إن حماية البيئة والحفاظ عليها إنما يكمن أساسا - في الحفاظ على عناصرها الأربعة، وهي: الماء، الغداء، الهواء، التربة.
فوائد البيئة للإنسان

- يتم الحصول على المواد الغذائية من النباتات و الحيوانات و المصادر الطبيعية ، و نحصل على الكربوهيدرات و الدهون و البروتينات من النباتات ، فمن الحيوانات نحصل على اللحوم ( البروتين) و الحليب و البيض (الطيور) و العسل (النحل) و غيرها.
- البيئئة تلزم للمأوى ، حيث يتم الحصول على مواد البناء اللازمة للمأوى بما في ذلك الأثاث من البيئة المحيطة.
كذلك لازمة للملبس ، حيث يتم توفير متطلبات الملابس مثل ألياف القطن و الصوف و الجوت من النباتات و الحيوانات. - و لازمة للأثاث ، فعلى الرغم من أننا نمتلك أثاثًا مصطنعًا ، فلا يمكن لأي شيء استبدال الأثاث من البيئة مثل الخشب و البورسلين و الطين الصيني الخ.
- البيئة لازمة للطب و التداوي ، حيث نحصل على العديد من الأدوية من الطبيعة مثل النباتات الطبية و الحيوانات (زيت كبد سمك القد) و ما إلى ذلك ، و هذه الأدوية متوافقة مع البشر و غالبا لا تسبب آثار جانبية على عكس الأدوية الاصطناعية.
تعبير عن أهمية البيئة والمحافظة على البيئة

إنّ حماية هذا النظام البيئي الذي تعيش عليه الكائنات الحية من جميع التغيرات التي تخلّ بتوازنه أمر ضروريّ ويتطلب الإسراع إليه دومًا، فحماية البيئة تحمي حياة الإنسان، كون أنّ التلوث من أهمّ العوامل خطورة على حياته، فالتلوث يؤدي إلى إحداث أضرار صحية وبدنية على حياة الإنسان والكائنات الحيّة الأخرى التي تعتمد في غذائها على طعام ملوث أو مزروع في بيئة ملوّثة
لذا فالحفاظ على البيئة تكمن أهميّتها في الحفاظ على حياة جميع الكائنات الحية الموجودة على كوكب الأرض. تكمُن أهميّة الحفاظ على البيئة في حماية مواطن الكثير من الكائنات الحية ليتحقّق بذلك الاستقرار والتوازن البيئي، كما تساعد المحافظة على البيئة على الحصول على مياه نظيفة وعذبة والتي تعود بالفوائد العديدة على الإنسان والكائنات الأخرى كالحفاظ على تنوع الحيوانات والنباتات.
إنّ العيش في بيئة نظيفة خالية من الملوثات يحقق للإنسان سعادة بالغة وراحة نفسية كبيرة من خلال تعامله مع البيئة بشكل جيد فسيرفع ذلك من مستوى رفاهيّته في الحياة، حيث إنّ تدمير البيئة سينعكس أثره سلبًا في تدمير نظام السلسلة الغذائية للكائنات الحية
لذلك فإنّ حماية البيئة يعدّ واجب كل إنسان وفرد في المجتمع، لأنّ المجتمع المُتقدّم هو المجتمع الذي يُحافظ علي بيئته وطبيعته من الملوثات، ويحميها من أي أذى قد يلحق بها، كونه يعتبر جزء منها، ولأنها مقرّ سكنه وفيها مأواه وموطنه وعنوان هويته، ودليل سلوكياته وحضارته التي ينتمي إليها. مثلما يتأثر الفرد ببيئته فإنّ الطبيعة تتأثر به أيضًا
وقد جاءت التوجيهات الدينية تحمل بين طياتها الدعوة المؤكدة للمحافظة على البيئة، سواء أكانت البرية أم الجوية أم البحرية، لأنّها تُشكّل جميعها منظومة واحدة لكيان رئيس واحد، لذلك فقد دعا الاسلام إلى المحافظة على نظافة البيئة وجمالها وسلامتها، ونقاء كلّ ما هو موجود فيها.
وممّا لا شكّ فيه أن الله تعالى خلق الإنسان وميزه عن جميع مخلوقاته وجعله خليفة له على الأرض بعد أن أودع فيها كل ما يصبّ في احتياجاته التي تعينه على استمرارية حياته وحياة غيره من الكائنات الحية، فأخذ الإنسان يؤثر بما يحيط به من تلك الموارد الطبيعية، وعلى الرغم من أنّ نتائج الحفاظ على البيئة أمر محقق ومشترك بين الجميع من غير حدود أو قيود
إلا أنّ نظرة الإسلام للبيئة كانت وما زالت تقوم على أساس واضح ألا وهو منع الإفساد فيها وحمايتها دائمًا والمحافظة على مكتسباتها ومنتجاتها لتكون الحياة في حالة مستمرة ومتجددة من البناء والتنمية المستدامة. في الوقت الحاضر أصبحت البيئة وقضاياها تستقطب اهتمام العالم بأسره
إذ أضحت العديد من بلاد العالم تُواجه مشكلات كبيرة وخطيرة أدّت إلى تراجع مدّخراتها من الموارد الطبيعية وأظهرت العديد من مشاكل تلوث البيئة، أضف إلى ذلك خطر الانقراض لبعض من أنواع الكائنات الحية، وبما أنّنا لسنا بمعزل عن العالم ومن المُمكن أن نتأثّر بما حولنا فيجب الاهتمام بالبيئة ومواردها وإدراك علم حماية البيئة وإيجاد توازن بين المتطلبات والاعتبارات الأساسية
بالإضافة إلى وترشيد استخدام الموارد المتاحة وذلك في مختلف المجالات. في نهاية الحديث يجدر القول إنّ وجود البيئة أمر ضروري في المحافظة على توازن كوكب الأرض، لذا فإنّ حمايته هو مسؤولية الأفراد كافّة وتستدعي منهم الوعي التام والاستخام الأمثل لموارد الطبيعة والحد من الملوثات بقدر الإمكان والبحث دائمًا عن الحلول البديلة الآمنة التي تعد من أهمّ وسائل الحفاظ على البيئة، وذلك لينعم الجميع بحياة آمنة نظيفة خالية من الأمراض والملوثات.