بحوث إسلامية

بحث عن أهمية الصلاة

بحث عن أهمية الصلاة سنتعرف عليه من خلال هذا المقال، لأن الصلاة هي ركن من أركان الإسلام، وهي عماد الدين.

بحث عن أهمية الصلاة

لأن الصلاة في الشريعة الإسلامية من الأمور التي تكون حدًا فاصلًا لإيمان العبد والتزامه أو كفره وبعده عن الله عز وجل، ولأنّها من الأمور التي تنهى العباد عن المنكرات والفواحش والبغي، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فمن صلحت صلاته صلح عمله كله، ومن فسدت صلاته فسد عمله كله.

إن الصلاة في اللغة العربية هي الدعاء كما جاء في المعاجم والقواميس وكما شرحها وبينها أهل العلم، وأما في الاصطلاح الشرعي فهي القيام بعبادة الله -سبحانه وتعالى- خمس مراتٍ في اليوم بأفعال وأقوال وأوقات معينة ومخصوصة، تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم.

أهمية الصلاة وفضلها

أهمية الصلاة وفضلها
أهمية الصلاة وفضلها

الصلاة هي عماد الدين الإسلامي، وهي ركن من أركان الإسلام، وتعد من أعظم الفرائض، وقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ).

فضل الصلاة:

الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، وتدعوا للأمر بالمعروف واتباع الطاعات.
تعين الصلاة المسلم على الصبر عمد الشدائد والمصائب، وتحميه من الفزع والهلع؛ لأنها تعلق قلب المسلم بالله تعالى وبالآخرة.

تكفر الصلاة الخطايا والذنوب، ففي الحديث الشريف عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغش الكبَائِرُ) رواه مسلم. وقد روى مسلم في صحيحه من حديث عُثْمَانَ ـ رضي الله عنه ـ أنه دَعَا بِطَهُورٍ فَقَالَ: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ).

فضل الصلاة واهميتها وعقوبة تاركها

فضل الصلاة واهميتها وعقوبة تاركها
فضل الصلاة واهميتها وعقوبة تاركها

فلا شك أن الصـلاة عماد الدين، وهي الفارقة بين الكفر والإيمان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بين الرجل وبين الكفر ـ أو الشرك ـ ترك الصلاة. أخرجه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها، فقد كفر. رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، والترمذي -وقال: حسن صحيح-، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم.

وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. وقال عبد الله بن شقيق: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون من الأعمال شيئًا تركه كفر، إلا الصلاة. وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: من ترك الصلاة، فقد كفر. رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة، والمنذري في الترغيب والترهيب.

وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: من لم يصلِّ، فهو كافر. رواه ابن عبد البر في التمهيد، والمنذري في الترغيب والترهيب. ولا يخفى أن هذه العقوبة لمن ترك الصلاة بالكلية.

أما من يصليها، لكنه يتكاسل في أدائها، ويؤخرها عن وقتها، فقد توعده الله بالويل فقال: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}، والويل هو: واد في جهنم ـ نسأل الله العافية ـ.

وكيف لا يحافظ المسلم على أداء الصلاة، وقد أمرنا الله بذلك، فقال: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ {البقرة:238}؟! فأي مصيبة أعظم من عدم المحافظة على الصلاة!!.
ونقول للسائل: لم لا تصلي؟ ألا تخاف من الله؟ ألا تخشى الموت؟.

أما تعلم أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة، فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر. رواه الترمذي، وحسنه، وأبو داود، والنسائي.
وماذا يكون جوابك لربك حين يسألك عن الصلاة؟

ألا تعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف أمته يوم القيامة بالغرة والتحجيل من أثر الوضوء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًّا محجلين من أثر الوضوء. رواه البخاري، ومسلم. و(الغرة): بياض الوجه، و(التحجيل): بياض في اليدين والرجلين.

كيف بالمرء حينما يأتي يوم القيامة، وليس عنده هذه العلامة، وهي من خصائص الأمة المحمدية، بل لقد وصف الله أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم: سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ [الفتح: 29]!!.

وقد تكلم العلماء باستفاضة عن عقوبة تارك الصلاة، كما في كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمي.
كما أن ترك الصلاة من المعاصي العظيمة، ومن عقوبات المعاصي: أنها تنسي العبد نفسه، كما قال الإمام ابن القيم: فإذا نسي نفسه، أهملها، وأفسدها. وقال أيضًا: ومن عقوباتها: أنها تزيل النعم الحاضرة، وتقطع النعم الواصلة، فتزيل الحاصل، وتمنع الواصل، فإن نعم الله ما حفظ موجودها بمثل طاعته، ولا استجلب مفقودها بمثل طاعته، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته..

ومن عقوبة المعاصي أيضًا: سقوط الجاه، والمنزلة، والكرامة عند الله، وعند خلقه، فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، وأقربهم منه منزلة، أطوعهم له، وعلى قدر طاعة العبد، تكون له منزلة عنده، فإذا عصاه، وخالف أمره، سقط من عينه، فأسقطه من قلوب عباده.

ومن العقوبات التي تلحق تارك الصلاة: سوء الخاتمة، والمعيشة الضنك؛ لعموم قوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه:124}. وينظر كلامه -رحمه الله- في كتابه: الداء والدواء.
ولا ريب أن الفقهاء قد اتفقوا على أن من ترك الصلاة جحودًا بها، وإنكارًا لها، فهو كافر، خارج عن الملة بالإجماع.

أما من تركها مع إيمانه بها، واعتقاده بفرضيتها، ولكنه تركها تكاسلًا، أو تشاغلًا عنها، فقد صرحت الأحاديث بكفره، ومن العلماء من أخذ بظاهر هذه الأحاديث، فكفَّر تارك الصلاة، كما هو مذهب الإمام أحمد، وهذا هو المنقول عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وحكى عليه إسحاق بن راهويه إجماع أهل العلم، وقال محمد بن نصر المروزي -كما في جامع العلوم والحكم-: هو قول جمهور أهل الحديث. وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.

ومن العلماء من رأى أن تارك الصلاة يقتل حدًّا، لا كفرًا، وبذلك قال الإمامان: مالك، والشافعي -رحمهما الله-.
ويرى الإمام أبو حنيفة ـرحمه الله- أنه يحبس حتى يصلي.

والراجح أن تارك الصلاة يستتاب، فإن تاب، وإلا قتل. وهو عند المالكية والشافعية يقتل حدا على اعتبار أنه مرتكب كبيرة من أعظم الكبائر إلا أنها لا تخرجه من الملة. وأما الحنابلة فيقتل عندهم ردة، على اعتبار أنه بتركه الصلاة كفر كفرا أكبر مخرجا من الملة، لما تقدم من الأحاديث، ولقوله صلى الله عليه وسلم: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. رواه الترمذي، وصححه. قال ابن تيمية: ومتى وقع عمود الفسطاط، وقع جميعه، ولم ينتفع به؛ ولأن هذا إجماع الصحابة -رضي الله عنهم-. انتهى من شرح العمدة.

خاتمة بحث عن أهمية الصلاة

خاتمة بحث عن أهمية الصلاة
خاتمة بحث عن أهمية الصلاة

وبهذا نكون قد أوضحنا لكم من خلال مقالنا ما هي أهمية الصلاة على الفرد نفسياً، واجتماعياً، وأخلاقياً، ودينياً، بالإضافة إلى أهمية تعليمها للأطفال منذ صغرهم، كما عرضنا عليكم أبرز وأهم شروط وأحكام إقامة الصلاة، وفي ختام موضوعنا نسأل الله عز وجل أن نكون قد قدمنا لكم علماً يُنتفع به، وأن يرزقنا وإياكم التقوى والصلاح

وأن يعيننا على أداء عباداته وإقامة شعائره، ونشكركم على حُسن قراءتكم، سائلين المولى أن يرزقكم الخير والبركة والثواب والأجر العظيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى